كانت ( س) مثل أي فتاة تحلم بالمستقبل وتتمنى فارس أحلامها وعندما التحقت بالجامعة فى أول علم لها تعرفت على بعض الزملاء والزميلات وحرصت إن تختارهم بعناية لأنها تعلم جيدا أهمية اختيار الأصدقاء وكان من بينهم زميل لها يكبرها بعامين كان شابا وسيما ومهذبا جدا يتمتع بأخلاق ممتازة ويكتسب حب كل من يعرفه
كانت تقضى يومها بين المحاضرات والسكاشن وفى نهاية اليوم يجلس زميلها (ص) ليراجع معها ما أخذته ليتأكد من فهمها له كانت هذه عادته معها منذ عرفته كل يوم يصر على ذلك ويقول لها لابد أن تنجحي بامتياز فأنا لا اقبل لك اقل من ذلك وفعلا نجحت فى العام الأول بامتياز وكذلك فى العام الثانى
كانت تلاحظ تعلق زميلها الشديد بها وكانت تبادله الإعجاب حتى اصبح الإعجاب حبا كبيرا فى قلبها ولكن للأسف هو لا يتكلم ولا يصارحها بحبه وكلما تحدثت معه عن المشاعر تجده يغير الموضوع لأي موضوع آخر
وكثيرا ما كانت تفكر بينها وبين نفسها إذا كان لا يحبها فلما ذا كل هذا الاهتمام انه يهتم بها دون غيرها من زميلاتها وترى قلقه عليها إذا تأخرت وتلاحظ عينيه الحائرتين فى اتجاه باب الجامعة حتى تأتى وإذا غابت يجعل إحدى زميلاتها تتصل بها اكثر من عشرين مرة ليطمئن عليها وتلاحظه وهو يسير خلفها حتى تصل الى منزلها وهو يراقبها من بعيد ليطمئن على وصولها وتحس انه يرعاها كطفلة يخاف عليها ويريد ان يحميها
حاولت كثيرا أن تفهمه أو تجعله يشعر إنها تحبه ولكن كل المحاولات فشلت فهو اذكر بكثير منها ويعرف متى ينسحب وذات يوم لاحظت انه يطيل النظر إليها كثيرا يتأملها ويوصيها على نفسها ومذاكرتها أكد عليها ان تحافظ على تقديرها ككل عام وان تهتم بصحتها أحست انه يودعها فسألته عما يحدث فقال لها انه يلاحظ هذه الأيام إهمالها لصحتها ومذاكرتها وهو لا يحب ذلك منها وبدأ يعنفها على هذا الإهمال ويحثها على ضرورة الاهتمام اكثر واكثر بنفسها ثم تركها وانصرف ووقف ينظر إليها من بعيد قبل ان يختفي وهى تنظر إليه باستغراب ولا تفهم شيئا ولم تراه فى اليوم الثانى أخذت تبحث عنه فى كل مكان اعتادوا الجلوس فيه دون جدوى
كانت تشعر ان حياتها متوقفة واستمر غيابه شهرا كاملا حتى يئست من عودته سألت عنه فى كل مكان حتى تليفونه لا يرد أتراه قد سافر بعيدا لما ذا لم يخبرها وظلت حزينة ويائسة تنتظر عودته وكانت تجلس فى المكان الذى تعودوا الجلوس فيه وتتذكره وتتذكر كلماته كانت لاتملك إلا الانتظار
وذات يوم حضر زملاؤها وطلبوا منها ان تذهب معهم لزيارة أحد الزملاء لمرضه فى إحدى المستشفيات فوافقت وذهبت معهم وعلى أبواب المستشفى توقف الزملاء واخبروها بالخبر الرهيب الذى لم تتوقع أن تسمعه أبدا أخبروها انهم أتوا لزيارة صديقها لأنه مريض بمرض خطير لا شفاء منه لذلك اختفى طوال هذه الفترة وانه اليوم فقط طلب أن يراها وربما لأخر مرة وقفت تسمعهم وهى لا تشعر بنفسها ولا بما حولها لم تستطع أن تنطق إلا بكلمة واحدة أين غرفته ؟أسرعت مهرولة إلى الغرفه التى أشاروا إليها دفعت الباب بسرعة وعيناها زاتغة فى كل أنحاء الغرفة حتى وقعت عيناها عليه ملقى على سريره فى حالة إعياء شديدة وجهه شاحب جدا ألقت بنفسها فوق صدره دون أن تشعر وهى تبكى بهستيريا وتصرخ فيه لماذا لم تخبرنى لماذا؟ لكنه وضع يده على رأسها ونظر إليها نظرة يملؤها الحب والحنان
ولكنه لم يتكلم بل مد يده إليها كان يمسك بورقة صغيرة أخذت الورقة منه وهى تصرخ : (انت لازم تخف لازم ترجعلى تانى أنا مش هاسيبك) ولكنه كان قد رحل كأنه أجل رحيله حتى يراها وتكون آخر شئ يراه فى هذه الدنيا نظرت إليه وهو لا يتحرك جن جنونها فلا يمكن أن يضيع منها بعد أن وجدته خرجت تصرخ وتنادى على الأطباء والممرضات تستغيث بهم أن ينقذوه أسرع الأطباء إليه يحاولون ولكن أمر الله قد نفذ نظرت إليهم ألقت بنفسها عليه تناديه تتوسل إليه أن ينهض إلا يتركها وحدها فى هذه الحياة أخذت تصرخ حتى أغمى عليها
لا تعلم كم بقيت هكذا ولكنها عندما أفاقت لم تجده لم تجد إلا أصدقائها ووجدت يديها مطبقة على الورقة التى أعطاها لها وقرأتها بدموعها وجدت فيها أبياتا من الشعر كتبها لها فى أثناء مرضه يخرج فيها مشاعر الحب التى أخفاها عنها طوال هذه السنوات وعلمت انه كان يعانى من هذا المرض ولذلك أخفى عنها مشاعره وحبه الشديد لها حتى لا يؤلمها أو يظلمها جن جنون الفتاة أخذت تبكى وتصرخ حتى سقطت مغمى عليها مرة أخرى ولكن هذه المرة لم يستطع أحد إفاقتها ودخلت العناية المركزة فى غيبوبة طويلة وكأن عقلها رفض الحياة بلا حبيبها
_____________________________________________
هذه أول محاولة لى فى الكتابة أتمنى إنها تعجبكم وآسفة إن كانت القصة حزينة بس صدقونى الحب من غير أمل أسمى معانى الغرام
تقبلو تحياتى
Shaza